محمد ميلود غرافي |
عندما صَلبوا المسيحَ
كنتُ في أعلى شجرةٍ
أصعدُ إليها كلّ يومٍ
لأطمئنَّ على صغار الحمامْ
وحين أحرقوا الحلّاجَ
أو هكذا شُبِّهَ لي
كنتُ أَرعى خِرفانَ جَدّي
في جبال الريف
ومِنْها اُشاهدُ الأمازيغَ يرقصونَ حولَ المواقدِ
بعدَ الغُروب
وأسمعُ الدقّ على طُبولٍ من وَبرِ الماعزِ
بامْ بَبَبامْ /بامْ بَبَبامْ /بامْ بَبَبامْ…
وعندما تمَّ تعيينُ الْيوطيِّ مُقيماً عامّاً على المغربِ الأقصى
كنتُ في ضواحي وهرانَ أُحْصي النجومَ
وأصنعُ طائراتٍ ورقيةً
لتهريبِ قصائدَ
في ذمّ السلاطين
ويومَ أعْدموا لوركا عند جبال غرناطةَ
كنت أقطعُ الوادي الكبير
لأبيتَ عندَ قشتاليةٍ
تقول لي : انا رُمّانةُ فيديريكو
وترقصُ الفلامنكو طوالَ الليل
وعندما شاهدَ المغاربةُ سُلطانَهمْ في القمرِ
كنتُ أبكي وحيداً في الظلمةِ
رافعاً سبّابتي نحوَ السماءِ وأهتفُ :
رحمتَكَ يا الله!
ارْفعْ نجومَكَ والشمسَ والقمرَ قليلاً إلى اعْلى
ولا تَسْتَعِنْ بالنّازا ولا بالأنبياء!
وحين أعلنوا في التلفزيون عن موتِ الحسن الثاني
كنتُ أمسحُ زجاجَ مَتْجَرٍ في باريسَ
لأشتري كُتباً وأقلاماً لإخْوتي
فقُلْتُ في ما يُشبهُ صرخةً مكتومةً
لزبونةٍ لا تفهمُ العربيةَ :
“ماتْ يا ربّكْ مااااااتْ”.
شاعر مغربي | فرنسا