پيير روڤيردي | ترجمة أسامة أسعد |
….
في الدرب
الرأس جوفاء
عندما يوقظ الصبحُ النائمَ
الشجرةُ ممتلئةٌ بالكلمات التي تطير أو تسقط
بالثمار الناضجة أو العصافير
عندما يمحو ضبابُ الغسقِ الأحمرُ الأشعةَ
العربةَ التي تنزلق
وقبسَ العالم الذي يرتجفُ في الأفق
هي ستارةٌ أخرى تلك التي تغطّي المنظرَ
وصوتَ القرويين
هو سببٌ آخر ذاك الذي يديرُ الوجوهَ
نحو ظهر العابر
هو هذا البرق المتكوِّرُ متدثرًا بأمواج الهواء
وفي السماء الخطوط الشاقولية
الشمس تنتشر
تفرُّ السحبُ هاربةً
والنجوم تهوي مطفأةً في البحر
ينفرشُ النهار كمثل سماطٍ أبيض
وما عاد شيءٌ يُرى
يهبطُ الذهبُ غبارًا على خط الطرقات
وعلى دروب أخرى
المنازل ذائبةٌ في الضوء الأحمر الصدئ
والأشجار تائهة
كل شيء يشتعل حتى المساء حيث
تدقُّ ساعةٌ أخرى
تتكلَّمُ بصوتٍ أخفض
مساءً
عندما تتوقّف الريح وتُلقي ظلّها
في الغابة البعيدة
عندئذ تنطفئ النار
والأشياء تظهر من جديد
البيتُ وسطحُه
الهضبةُ العوجاء
السياجُ الذي ينبسط
وكلُّ ما يتحرّك
خلف الجدار يصعد الليلُ في ديكور آخر
لا تُرى الأيدي التي تشعلُ المصابيحَ
ولا طيّاتُ الأرض
ثمّة من يتكلّم
يجري صوتٌ إلى الخيط المضيء ويتأخّر
معلّقًا على الشجيرات المُدغلة
صخبٌ يعكّر مجرى الماء
أحدهم يشاهد
نهايةَ الموسم
وأعلى من الريح التي طوت أشرعتها
كُمّةُ الغروب
أجنحةُ النعاس
السماءُ المبيضّة بوابل شرارات كثيرةٍ
والأشجارُ المغطّاةُ بالقطرات والنجوم
على طول الدرب
* الإخراج الشكلي للقصيدة ليس اعتباطيًا. الفراغ يسهمُ في بناء القصيدة وأداء المعنى.
مجلة قلم رصاص الثقافية