الرئيسية » إبــداع » “تفسير رؤية البحر الأحمر”

“تفسير رؤية البحر الأحمر”

عبد الباقي قربوعه  |

ذكورة البحر جامحة..
وخارج اللعبة شاهدٌ عيان
على مضض تشتهي أن تبتل
تقترب بسمرتها من ملحه

فيفتض أنفَها شذى الريحان  
تهدأ تحته كل حين
يجيئها موجة مرّة

ومرّة يجيئها ياقوتا ومرجان

كم تفقه لذّته الأسماك
والضالعون في العوم.
البحر يُلاعبها أبدا.. لا تمل
كما الأطفال في عطلة الصيف

تعجبه اللعبة.. يأتيها موجة من جديد
يغطي شاطئها.. حتى وسطها
تشكّل أزهارا  للمصطافين
كثوب عروس عادة
في بهلوانية مدهشة
تخبّطت سمكه..
ظلّت يد البحر تكرر جذبها،
وحينا تدفعها نحو الموت.

ككل مرّة شاهدٌ عيان
برزخ اللذّة أبدا لا ينام..
والبحر يهمس لي أن أصير بحرا
يشجعني لأبحث عن شاطئي

وأن أجيء عاريا كل عام
شدّت الأرض على أصابع بحرها
وبكيت أنا في حر صيف بارد:
ألهِمْني أيّها البحر ذكورتك
وامنحني موجة كي أهيج

أعرني عمقك كي أغامر

وأغطّي شاطئي عروسا
ثم أنمو فيه شجرة من الموز
فأضمّد بقرون الشمس جُرحي
ليصير بإمكاني وأنا في مكاني

الإبحار حيث لا خريف.. لا مجاديف
ها قد صرت بحرا

والتحم بحري بشاطئها
غمزت ناحيتي الأرض
وذابت سكّرا تحته..
وشيئا فشيئا نامت على وقعنا الشمس
ناشفة خلف الماء.

كاتب وقاص جزائري  | مجلة قلم رصاص الثقافية

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

سرابٌ بطعم الوطن

دَعُوهَا ليّسَ لَهَا مُسْتَقَرٌّ في ظلال ِ الياسيمن سرابُهُم في كفِّه وطنٌ التيه: هل من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *