بعد توطين ثقافة «التعفيش» كمسلك حياتي لا يثير سخطاً بقدر ما يؤكد بسالة في طريقة اختطاف غسّالة أو ثلاجة أو أسلاك كهربائية من بيوت هجرها اصحابها مرغمين، انتقلت قيم التعفيش إلى مطبخ المسلسل التلفزيوني في خلائط تشبه صناعة الفتوش.
فعدا تعفيش المسلسلات التركية والأفلام الأميركية والنكت الشائعة، انتقل صنّاع الفرجة إلى تعفيش نصوص بعضهم بعضاً بوصفها غنيمة حرب في المقام الأول.
تحدثُ هذه اللصوصية في وضح النهار في غياب القوانين الصارمة وفوضى الساحة الفنية واقتحام منتجي الخردة مصنع الخيال لتصدير بضاعة مستعملة ومكرّرة غالباً، وبات اسم المنتج يتقدّم اسم المؤلف والمخرج في تزيين الشارة.
قبل فترة، نشر محمد ماشطة مؤلف مسلسل «حضور لموكب الغياب» وقائع سرقة معلنة لنصّه، من دون أن تلتفت محطات البث لاستغاثته، ثم أعلن فؤاد حميرة عن سرقة مسلسله «حياة مالحة» بعد تغيير عنوان العمل إلى «كسر عضم» بتوقيع المخرجة رشا شربتجي ومؤلف مستجد.
حادثتان في موسم واحد، ولن تتوقّف العجلة عند هذا الحد، فمن المتوقّع أن ننتقل من سكة التعفيش إلى سكة «التشبيح»، كلما اكتشفنا فضيحة جديدة تصلح لأن تكون «تريند» ناجحاً.
الأخبار