لم يسبق لي أن امتطيت خيلا ولا تعلمت الفروسية، ولا رأيت فارساً في الحقيقة رغم مقابلتي لكثير من الخيول بحكم تواجد الخيل في الشوارع والأزقة مصاحبة لعربات “الكارو” والحنطور في بعض الأحيان، لكنني كنت دائما كلما وجدت “أحمد مظهر” فوق حصانه يسابق الريح ويعبر فوق الحواجز كالطيور في أفلامه أشاركه التجوال والمصاحبة في مغامراته وقفز الحواجز..
وأتذكر أني ربما في مرة أو أكثر قد هزمته وعبرت حواجز وعقبات أكبر مما واجهته وتواجهني.. إحداها كانت “إنجي”* – التي تبحث دائماً عن فارس – تشاهد من شرفتها المطلة على حلبة السباق المنافسة.. وربما كان هذا هو الحافز الأساسي لي كي أحقق نصري.
لكن “إنجي” – والتي تبحث دائما عن فارس – في النهاية اختارت “علي”* وظللت أنا و”أحمد مظهر” في سباق إلى يوم الدين.
أقول هذا لأني هذا الصباح – دون سبب واضح – ذهبت إلى نادي الفروسية.. كانت الخيل تتريض في المضمار، تسير الهوينا.. اقتربت وملست بيدي فوق جسد أحدها، حتى رق ولان لي، لكنى لم أملك الحق ولا الشجاعة للصعود فوق ظهره، لكنها هي “إنجي” امتطته دون سرج، أخذت تعدو به حتى كادت أن تلمس السماء وعادت من جديد إلى نقطة التقائنا دون أن تشير لي أو تنتبه لوجودي فقد كان “علي” مازال في خلفية الحلم يحجب عن “إنجي” الرؤيا.. برغم فشله الدائم في تحقيق أي حلم لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*علي وإنجي شخصيتان فيلم “رد قلبي”.
مجلة قلم رصاص الثقافية