نعت وزارة الثقافة السورية المترجم والكاتب رفعت عطفة الذي توفي اليوم الاثنين. والراحل من مواليد عام 1947 في مصياف، درس الأدب الإسباني في جامعة مدريد المستقلّة وتخرّج عام 1974، حاصلاً على الماجستير في الأدب واللغة الإسبانيين، تابع دراسة الدكتوراه في جامعة كومبلوتنِس 1982-1983. وعمل مديراً للمركز الثقافي العربي في مصياف من 1983 وحتى 2004، وعضو هيئة تحرير الآداب الأجنبية 1990- 2004، حاصل على ميدالية المخرجين المسرحيين في إسبانيا، دورة 2007. ودرع المستعربين الإسبان وأصدقاء المركز الثقافي العربي السوري في مدريد 2008، وكان عضو هيئة تحكيم جائزة دِسييدِريو ماثيّاس سيلبا المكسيكية الدولية للشعر؛ في دورتها الرابعة للعام 2009. وعمل منذ عام 2004 وحتى عام 2008مديراً للمركز الثقافي العربي السوري في مدريد. وكان محاضراً في الأدب والتاريخ الإسباني. حاضر في إسبانيا وفرنسا والمكسيك ولبنان والأردن والجزائر ومصر وسورية..إلخ.
كتب وترجم أعمالاً أدبية إسبانية وأمريكية لاتينية كثيرة، يوجد الكثير منها في المجلات العربية الإسبانية الاختصاصية. كما يكتب المقالة.
هذا وقد نعى الراحل كثير من الأدباء والنقاد والصحفيين السوريين، فقد كتب الصحفي سامر محمد إسماعيل: “يوم كانت دمشق تهيمن عليها الطغم الثقافية وشللية النخب الحزبية كان رفعت عطفة يفتح الأبواب لأصوات جديدة في المشهد الثقافي.كانت إدارته للمركز الثقافي في مصياف حجة على السلطة والمعارضة في آن معاً. إذ أكد المترجم والأديب السوري حقيقة أن المثقف حين يدير منشأة ثقافية قادر على إحداث الفرق. وأن مصيبتنا هي في تزعم الموظفين الأميين للمشهد الثقافي. من إدارة المركز الثقافي السوري في مدريد إلى إدارة ثقافي مصياف والعمل لسنوات طويلة في الترجمة عن الإسبانية حفر رفعت منعطفه الخاص، وأخذ بأيدي المهمشين والمقصيين، وهاهو يسكن جبال مصياف التي أحبته أديباً ومترجماً ومديراً ثقافياً..إلى المشهد العالي يرحل وإليه يأتي هذا القمر الأندلسي المضيء”.
وكتب الدكتور نضال الصالح: “باستثناءات قليلة تكاد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة كان رفعت عطفة واحداً من الذين أضاؤوا العمل الثقافي الرسمي في سورية بالعطاء على امتداد عقود، مثقفاً ومترجماً وصانع ثقافة. اليوم تخسر الثقافة السورية قامة فارعة في تاريخها الحديث هو رفعت، بل أحد آخر فرسانها الذين قدموا خلال عملهم في وزارة الثقافة أكثر الأمثلة الدالّة على أنّ الثقافة تكون بالمثقفين لا بالموظفين”.
وكتب الأستاذ حسن م يوسف: “رفعت عطفة الذي فقدته مصياف وسورية والإنسانية اليوم لم يكن مجرد مترجم قدير عن الأسبانية، ولا مدير مركز ثقافي فذ يستقبل االمحاضرين في مركز مصياف الثقافي، بل كان للثقافة أبا وابنا وحفيدا. كان يستقبلنا في المركز الذي يديره ثم يصحبنا إلى بيته كي نأكل ونشرب على مائدته وننام تحت سقفه. رفعت عطفة حالة فريدة في الثقافة السورية، بل هو انسان فريد بكل معنى الكلمة، لروحه السلام وعليه السلام ولذويه ومحبيه جميل الصبر وطول العمر”.
مجلة قلم رصاص الثقافية